كتاب الماجريات للكاتب ابراهيم السكران هو واحد من أشهر الكتب الذي ناقش مشكلة الانغماس في الماجريات ونقصد بالماجريات هي متابعة الاخبار بشكل يومي وبصورة مبالغة حيث تؤثر على وقتك وجهدك.
![]() |
كتاب الماجريات |
في هذا الملخص سوف نستعرض المشاكل التي تواجه اغلب الناس في الماجريات مع اراء بعض الشخصيات والمشايخ الكبار في موضوع الماجريات، اتمنى ان تستمتع بالقراءة وان تكمل المقال حتى النهاية...
في اماكن كثيرة من الكتاب - بل في
الغالب - ترى المؤلف شديد التأسف على انصراف طلاب العلم من طلبة العلم إلى متابعة
الأحداث السياسية والماجريات العامة حيث يقول الكاتب:
"من الخسارة ان يتم احراق طاقة التفكير في الماجريات واحوال الناس، بدل ان يتم تركيز مجهر التفكير في موضوعات نافعة." اي يجب ان لا نستهلك طاقتنا الذهنية او الفكرية في الماجريات واحوال الناس، بل علينا ان نستغل تلك الطاقة في كل ما ينفعنا في الدنيا والأخرة.
وترى الكاتب في اماكن اخرى من الكتاب يحذر من الماجريات حيث يقول: "احذر كل الحذر من التحدث بما لا فائدة منهُ، واحذر من الكلام الفارغ" (هو الكلام الذي لا يغير شيء كالحديث عن السياسة او حديث عن اي شيء عديم الفائدة).
الماجريات الشبكية
في هذا القسم تكلم الكاتب عن الماجريات بالتفصيل وما هي المشاكل التي قد تواجهنا في الماجريات الشبكية وقام الكاتب بعرض امثلة على كل مشكلة لكني هنا سأكتفي بطرح المشكلة بشكل بسيط ومفهوم.
ادمان التواصل الشبكي: يقصد الباحثون بهذا الادمان ليس ادمان الاجهزة المحسوسة وانما ادمان المحتوى ذاته.
بعض المشاكل
التي تواجهنا في الماجريات الشبكية:
- التصفح القسري: يحدث عندما تتسلل يدك الى هاتفك اثناء
عمل مهم او محاضرة جادة او مذاكرة.
- التصفح الملثم: "هو المحاولة المفرطة في استعمال
الانترنت واخفاء الوقت الحقيقي الذي مكثه في استعمال الإنترنت."
- العمى الزمني: هو فقد الاحساس بالزمن اثناء استخدام
الانترنت.
- مدمنو البيانات: يقول الباحثين هذا النوع عبارة عن
(الأفراط في تصفح الشبكة والبحث في قواعد المعلومات، هؤلاء الافراد يبددون كمية
غير مناسبة من الوقت في بحث وجمع وتنظيم المعلومات).
- تسلسل التصفح: تسلسل الاحداث (عادة ما تكون تلك
الاحداث قصير ومثيرة) وامكانية التفاعل معها فهذا كلهُ يصبح سنارة لا يمكن
للمستخدم مقاومتها.
- لحظات التسلل: هي لحظات تحدث في ثلاث حالات:
- حالة ضغط المهام: البعض حين يمر بضغط علمي او دراسي او ضغط استخلاص نتيجة بحثية او ما شابه، فقد تجدهُ يفرغ للتصفح وهذه حالة هروب أكثر من كونها جاذبية.
- حالة الاسترخاء بين المهام: هي حالة الشخص عندما يذهب الى تصفح هاتفه في فترة الاستراحة. وهذه حالة تخفف الاجهاد الذهني الذي حصل بعد المكوث لفترة في القراءة او الاستذكار.
- حالة استفتاح العمل: هي الحالة التي يقول فيها المرء لنفسه سأقوم بأخذ جولة سريعة في الهاتف ثم انكب على البحث والقراء والعمل.
يذكر الكاتب حياة بعض المشايخ والشخصيات الكبار بالتفصيل في الكتاب، في هذا الملخص سوف اذكر بعضاً من مقولاتهم وكلامهم في موضوع الماجريات اما عن حياتهم فيمكنك الرجوع اليها في الكتاب.
شيخ بشير الابراهيمي
يقول الشيخ بشير الابراهيمي ان المراحل
العمرية الاولى من حياة طالب العلم يجب تركيز الجهد فيها على البناء العملي
والابتعاد عن الماجريات السياسية.
يقول الشيخ الابراهيمي: "العلم.. العلم.. ايها الشباب، لا يلهيكم عنه سمسار احزاب ينفخ
في ميزاب، ولا داعية انتخاب في مجامع الصخاب". يقصد شيخ الابراهيمي انهُ يجب
على الشباب ان لا تلهيهم الصراعات السياسية والجدل الانتخابي عن التحصيل العلمي.
يقول الشيخ الابراهيمي: "لا تقطعوا الفاضل من اوقاتكم في ذرع الازقة الا بمقدار ما تستعيدون به النشاط البدني، ولا في جلوس في المقاهي الا بقدر ما تدفعون به الملل والركود، ولا في قراءة الجرائد الا بقدر ما تطلعون به على الحوادث الكبرى وتصلون به مجاري التأريخ، خذوا من كل ذلك بمقدار، ووفروا الوقت كله للدرس النافع والمطالعة المثمرة". في الكلام السابق يؤكد الشيخ على اهمية الاعتدال والتوازن اي في مرحلة التحصيل العلمي لطالب العلم يجب ان يكون صلب وقتهُ في طلب العلم ويستطيع تخصيص القليل من الوقت في الاطلاع على الماجريات السياسية والاحداث الكبرى.
مالك بن نبي
يقول مالك بن نبي: "بدلاً من ان تكون البلاد ورشة للعمل المثمر والقيام بالواجبات الباعثة الى الحياة؛ فأنها اصبحت منذ 1936م سوقاً للانتخابات الحرة، وصارت كل منضدة في المقاهي منبراً تلقى منهُ الخطب الانتخابية، فكم شربنا في تلك الايام الشاي وكم سمعنا من الاسطوانات، وكم رددنا عبارة «إننا نطالب بحقوقنا»، تلك الحقوق الخلابة المغرية التي يستسهلها الناس، فلا يعمدون الى الطريق الأصعب طريق 'الواجبات'، وهكذا تحول الشعب الى جماعة من المستمعين يصفقون لكل خطيب، او قطيع انتخابي يقاد الى صناديق الاقتراع، أو قافلة عمياء زاغت عن الطريق فذهبت حيث قادتها الصدف في تيار المرشحين، وفي هذا اختلاس اي اختلاس العقول". يقصد مالك بن نبي في كلامه ان المشكلة هي ان الشعب أصبح يطالب بحقوقه دون معرفة واجباتهُ حيث تحولت الطاقات التي تبذل في العمل الجاد والانتاج الى طاقة تهدر في الجدل الماجرياتي (اي جدل في المواضيع السياسية) في المقاهي.
ابو حسن الندوي
رؤية ابو حسن الندوي كانت أكثر تعقيدا
من النماذج السابقة لذلك لم اذكرها هنا ويفضل ان ترجع لها في الكتاب، وذلك حتى
تستطيع ان تفهم الرؤية بشكل كامل.
ذكر الندوي خطورة الانغماس في
الماجريات السياسة وحذر منها وتحذيراتهُ هذه كانت نابعة من تجربة وممارسة. وإذا اردت التعمق أكثر في مسيرته العلمية وسياسة كما ذكرت لك يمكنك الرجوع الى الكتاب
حيث ذكر الكاتب الكثير من التفاصيل بخصوص حياة الندوي من الجانب العلمي والعملي.
ابو حسن الندوي ألف كتاب بعنوان "ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين" وسيكون هذا الكتاب احدى الكتاب التي سوف نقوم بتلخيصها ونشرها هنا على المدونة بأذن الله.
د. عبدالوهاب المسيري
للدكتور المسيري الكثير من الكتب والابحاث
ولكن أشهر عمل قام به الدكتور المسيري هي:(موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية)
حيث نشرها في (8 مجلدات) واستغرق منهُ ما يقارب الثلاثين سنة وكلفتُ ما يقارب
النصف مليون دولار. يمكنك الرجوع الى الكتاب إذا احببت الاطلاع على تفاصيل أكثر عن
الكيفية والمعناة التي عاناها د. المسيري في كتابة هذه الموسوعة.
ذكر الكاتب ان الميسري استطاع ان يعالج موضوع الماجريات السياسة بطريقة مختلفة عن النماذج السابقة حيث يقول الكاتب: "الميسري عالج الموضوع (الماجريات السياسة) من زاوية مختلفة فهو يتحدث في تجربته الثقافية أن الانهماك الماجرياتي والانخراط في دوامة الآحاد والأعيان والأحداث اليومية يشوش التفكير الكلي ويقلص القدرة على إيداع المفاهيم والمنظورات والتعقيدات والتاصيلات العمومية فضلاً عن انهُ يختلس الوقت."
د. فريد الانصاري
برأي الكاتب ان د. فريد الانصاري هو أكثر من درس وحلل ظاهرة الماجريات السياسة. نموذج د. فريد الانصاري لم الخصهُ هنا وذلك بسبب ان الكاتب ذكر الكثير من الامور بخصوص هذا النموذج وكذلك بسبب تشعب النموذج حيث يحتاج الى ان يُقرأ من البداية الى النهاية حتى يتم فهمهُ بشكل كامل، لذلك سوف اترك لك الرجوع الى الكتاب وقرأت نموذج د. فريد.
انهي تلخيص هذا الكتاب بكلام قالهُ
الكاتب يلخص لك خطورة موضوع الماجريات حيث يقول:
"الدوران في تروس الماجريات الفكرية والسياسية يزيح المرء عن الجهود الجادة والمنظمة في المعرفة والايمان والإصلاح، وينتهي بصاحبه الى حالة «كثرة الثرثرة وشح العمل»، ويخلق الوعي المزيف بأن يتوهم المرء أنه في كبد مشروعات الإصلاح، وهو واضع ذقنه على كفه فوق أريكة المشاهدين لا غير".
الى هنا نصل الى نهاية تلخيص هذا الكتاب، اتمنى منك ان تقوم بقر الكتاب من البداية حتى تفهم الافكار بشكل أعمق لان الكتاب فيه الكثير من الافكار التي يصعب ذكرها في المخلص لإنها فهمها يتطلب فهم السياق الذي ذكرت فيه.
واخيراً أعطني رأيك بالكتاب ... وإذا كان هناك كتاب في بالك اذكرهُ لنا هنا حتى نقوم بتلخيصهُ لك.
الكاتب: مصطفى الحسان
اكتب تعليق اذا كان لديك اي اقتراح أو سؤال عن الموضوع