التدريس هي من أقدم مهن البشرية التي تقوم بالأساس على نقل العلوم والخبرات والمعرفة الى الجيل الجديد ولها اهمية ودور كبير في المجتمع في العديد من النواحي والاتجاهات، ولكن كيف بدأ التدريس ومن أنشأ اول مدرسة ومن هو اول مدرس في التاريخ.
مهنة التدريس وكيف تكون المدرس أفضل |
كيف بدأ التدريس؟
بداية التدريس او التعليم ليست محصورة بفترة زمنية محددة او واضحة، بل تعود الى العصر البدائي في العصور القديمة حيث لم يكن التعليم بشكل رسمي ومباشر بل كان عبارة عن نقل المعرفة والخبرات والثقافة والدين والعادات الاجتماعية الى الجيل الجديد بشكل غير مباشر او رسمي وهكذا يتم توارث الثقافات والعادات والتقاليد والمهن والحرف والعلوم عبر الأجيال. بعد فترة من الزمن بدأ الناس بإعطاء اهمية خاصة للتعليم حيث يتم تحديد مكان ووقت محدد لألقاء الدروس، لكن ضل الامر مقتصراً على اصحاب الطبقات المعيشية الأعلى ممن يمكنهم الدفع للمدرسين والشيوخ الذين يعلمون الدين، حتى تطور الأمر الى انشاء المدارس حيث ان اول من أنشاء المدارس هم البابليون وهي مدرسة سيبار في عهد الملك حمورابي (1750-1792 ق.م) وبعد ما كان التعليم حصراً على الرجال أصبح لكلا الجنسين. وهكذا بنيت المدارس وتطورت ثم ظهرت الجامعات عام 859م في المغرب العربي واسمها القرويين على يد فاطمة الفهرية. وان العامل الأساس في هذه المنظمات التعليمية هو المدرس الذي يقوم بلعب الدور الاكبر والأبرز في تعليم الناس بشكل عام والأجيال الجديدة بشكل خاص العلوم والدين والثقافة.
من هو اول مدرس في التاريخ؟ وما هي اهمية المدرس؟
ان اول مدرس في العالم هو نبي الله ادريس (عليه السلام) وقد علمه الله العلم والفهم والحكمة وهو اول من اخترع ادوات الكتابة واول من خط بالقلم فتعلم الكتابة وقام بتعليميها لقومه، وكان نبي الله ادريس عليه السلام يتحدث ب 72 لغةً مختلفة. ويعتقد ان اسم نبي الله ادريس مأخوذ من الدرس وذلك لكثرة معرفته ودراسته بالصحف المنزلة على جده شيث والنبي ادم (عليه السلام). وللتدريس والمدرسين اهمية كبيرة جداً في العديد من المجالات مثل الطب والهندسة وعلم الرياضيات واللغة حيث يقوم المدرس بشرح وتوضيح مختلف العلوم والدراسات وتوضيحها للمستمع ولا يقتصر التدريس على الدروس النظرية فقط بل ايضاً الدروس العملية ايضاً حيث يتم تطبيق ما تعلمه المستمع او المتلقي (سواء كان طالب او غيره) ويكتسب الخبرات. ويصبح المتلقي من شخص كان في بدايته لا يعلم وغير قادر على الأداء الى شخص فاهم وقادر على التطبيق والعمل في أي من مجالات الحياة او العمل.
ثلاث صفات لتكون المدرس الأفضل
لكي تصل المعلومة بشكل جيد ومتقن الى المتلقي او المستمع يجب ان يحظى المدرس بهذه الصفات الثلاث: اولاً يجب ان يكون المدرس خبيراً وعالماً بالمفهوم او المادة او التي يدرسها ومحيطاً بها بشكل كامل ودائم الاطلاع وذا معرفة متجددة بحيث يمكن الاعتماد عليه. ثانياً يجب ان يكون المدرس محبوباً وودوداً يتوافق مع الذين يقوم بتدريسهم ويساعدهم ويتفهم مشاكلهم. واخيراً يجب ان يكون المدرس قدوة للمستمعين والطلاب بحيث يكون منضبط، ملتزم، منظم وصادق في معاملته مع الأخرين والاهم من هذا ان تكون ناجحاً لتكون قدوة وحافزاً لمن يريد النجاح.
الكاتب: سيفان صلاح
اكتب تعليق اذا كان لديك اي اقتراح أو سؤال عن الموضوع