📁 آخر المقالات

"التفاهة"...لغة عصرنا الحالي!

مع الأسف اصبحت التفاهة هي لغة عصرنا الحالي وأصبح العالم قائم على نظام التفاهة حيث اصبحت التفاهة هي ما يشغل الناس وهي من تُدير الدول والأعلام والمؤسسات...

اننا نعيش في زمن تنتشر فيه التفاهة
التفاهة لغة عصرنا الحالي

تتجسد مظاهر التفاهة في عصرنا الحالي في كل شيء ليس لهُ قيمة بمعنى لا ينشر قيم معينه او قيم هادفة، كما نرى حالياً الانتشار الكبير لفيديوهات الرقص وغيرها من الفيديوهات الأخرى على مواقع التواصل الاجتماعي وهي فيديوهات غير هادفة وليس ذات قيمة والهدف الوحيد من نشر تلك الفيديوهات هو كسب المال لا غير.

أصبحنا نرى الان حصول تفكك وانحطاط في القيم الإنسانية في كثير من المجتمعات وسبب حصول هذا الأمر هو انتشار التفاهة في جميع المجتمعات وجميع مجالات الحياة، أصبح الناس لا يتكلمون فيما بينها على القيم الحقيقية التي يحثنا عليها ديننا الإسلامي بل تجدهم يتحدثون عن السياسية وكرة القدم واخرى الأفلام والمسلسلات والأغاني وصيحات الموضة والممثلين والفنانين والألعاب وغيرها من الأمور التي لا توجد فيها اي قيم حقيقية الا ما رحم ربي.

في نفس الوقت الذي ازداد فيه حديثنا عن المواضيع التفاهة قل حديثنا عن المواضيع الهادفة كالحديث عن مواضيع في الأخلاق والتربية الصالحة وبر الوالدين وتزكية النفس وفهم الدين الاسلامي وغيرها الكثير والكثير من المواضيع الهادفة التي نسيناها من الاساس ولم نعد نذكرها.

مشكلة الأعلام اليوم هو انهُ ينقل لك كل التفاهات والمواضيع الجدلية ولا ينقل لك اي اخلاق او قيم تنفعك وتنفع مجتمع وان قرر نقل شيء مفيد فسوف ينقلهُ بشكل سطحي جداً غير مؤثر في العقول.

على الرغم من كل التفاهات التي انتشرت الا ان وبفضل الله الى الان يوجد اناس صالحين اناس يجب ان نقتدي بهم ونتعلم منهم، وعلينا ان ننتبه أكثر الى أنفسنا، الى اطفالنا، الى ما نشاهد، ان نكون على وعي أكثر حتى لا يتم الضحك علينا من قبل الفئة التافه، ان نقرأ الكتب ونتعلم منها ففي واحد منها افكار ما لا يوجد في 10 افلام، ان نستمر في السعي بما يرضي الله والابتعاد عن كل ما لا يرضي الله سبحانهُ وتعالى.

رسالتي في هذا المقال هو ان نتذكر الهدف الأساسي الذي خلقنا الله عز وجل من اجلهُ كما قال تعالى: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)، وكذلك ان نُربي اطفالنا على قيم الاخلاق الحقيقية لا على التفاهات، ومن المهم ايضاً ان نعرف أنفسنا أكثر ونعرف هدفنا في الحياة وهناك قول جميل لعمر بن عبدالعزيز (رحمهُ الله): "رحم الله إمرئٍ عرف قدر نفسه".

وايضاً علينا ان ندرك اننا بشر نخطئ ونصيب ولا نعرف كل شيء وعلينا الاستمرار بالتعلم وتصحيح اخطاءنا وهناك قول جميل للأمام الشافعي (رحمهُ الله):

"كلما أدّبني الدهر أراني نقص عقلي     وكلما ازددت علماً زادني علماً بجهلي"

انصحك ايضاً بمشاهدة هذا الفيديو: تفاهة جيل … وهموم أمة بين التجهيل والتهوين

وأحب ان اختم المقال بحديث الرسول (عليه أفضل الصلاة والسلام):

قال الرسول (عليه الصلاة والسلام): "سيأتي على الناس سنوات خدّاعات يُصدق فيها الكاذب، ويُكذّب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن، ويخوّن فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة. قيل: وما الرويبضة؟ قال: الرجل التافه يتكلم في أمر العامة".


الكاتب: مصطفى الحسان

Mustafa Alhassan
Mustafa Alhassan
تعليقات