📁 آخر المقالات

العلم في الكلمات الاربع: سبحان الله، الحمدلله، لا إله إلا الله، الله أكبر

والذي نفسي بيده، ما وجدتُ من العلم في كلامٍ أكثر مما وجدتُه في هذه الكلمات الأربع: (سبحان الله، الحمدلله، لا إله إلا الله، الله أكبر).

العلم في الكلمات الاربع: سبحان الله، الحمدلله، لا إله إلا الله، الله أكبر
العلم في الكلمات الاربع: سبحان الله، الحمدلله، لا إله إلا الله، الله أكبر

وما ازددتُ فيها تأملا، إلا ازددتُ أخذا من معينها الذي لا ينضب!

ولو علم الناس ما فيها من العلم، والهدى، والبركة.. وما تورثه في النفس من معاني العبودية: لكان لهم معها شأنٌ عظيم!

هذا نصٌ جليلٌ للإمام العز بن عبد السلام -رحمه الله- حول عظمة هذه الكلمات الأربع، واشتمالها على معاني الأسماء الحسنى على وجه الإجمال. يقول فيها:

"أنّ أسماء الله الحسنى التي سمّى بها نفسه في كتابه وسنة رسوله ﷺ مندرجةٌ في أربع كلمات، هنّ الباقيات الصالحات:

- الكلمة الأولى: [سبحان الله] ومعناها في كلام العرب التنزيه والسلب، فهي مشتملةٌ على سلب النقص والعيب عن ذات الله وصفاته، فما كان من أسمائه سلباً فهو مندرج تحت هذه الكلمة، كالقدوس وهو الطاهر من كل عيب، والسلام هو الذي سلم من كل آفة.

- الكلمة الثانية: [الحمد لله] وهي مشتملةٌ على إثبات ضروب الكمال لذاته وصفاته، فما كان من أسمائه متضمنًا للإثبات كالعليم والقدير والسميع والبصير فهو مندرجٌ تحت الكلمة الثانية، فقد نفينا بقولنا "سبحان الله" كل عيبٍ عقلناه، وكل نقصٍ فهمناه، وأثبتنا "بالحمد" كل كمالٍ عرفناه، وكل جلالٍ أدركناه.

ووراء ما نفيناه وأثبتناه شأنٌ عظيم قد غاب عنّا جهلناه، فحققناه من جهة الإجمال بقولنا:

- الكلمة الثالثة: [الله أكبر] بمعنى أنّه أجلُّ مما نفيناه وأثبتناه، وذلك معنى قوله ﷺ: "لا أحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك" فما كان من أسمائه متضمناً لمدحٍ فوق ما عرفناه وأدركناه كالأعلى والمتعالي فهو مندرجٌ تحت قولنا "الله أكبر".

فإذا كان في الوجود من هذا شأنه، نفينا أن يكون في الوجود من يشاكله أو يناظره، فحققنا ذلك بقولنا:

- الكلمة الرابعة: [لا إله إلا الله]: فإن الألوهية ترجع إلى استحقاق العبودية، ولا يستحق العبودية إلا من اتصف بجميع ما ذكرناه، فما كان من أسمائه متضمنًا للجميع على الإجمال كالواحد والأحد وذي الجلال والإكرام، فهو مندرجٌ تحت قولنا "لا إله إلا الله"، وإنما استحق العبودية لما وجب له من أوصاف الجلال ونعوت الكمال الذي لا يصفه الواصفون ولا يعده العادون".

المؤلف: نقلاً عن قناة غيث الوحي.

Mustafa Alhassan
Mustafa Alhassan
تعليقات