النظر في القرآن يحيطنا علماً بأن سلك المسالك التالية:
![]() |
كيف أسس الوحي "القرآن والسنة" لشخصية مسلمة معتزة بإنتمائها للإسلام؟ |
🎯 مسلك مصدر الوحي.
المقصود بهذا المسلك، أن الله تعالى قرّر بأن الوحي الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم وحي نزل من السماء، مثل قوله: ﴿ كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ﴾ [ ص: 29]
🎯 مسلك هيمنة الوحي.
المقصود بهذا المسلك، أن الله تعالى قرر بأن القرآن مهيمن على الكتب السابقة، مثل قوله: ﴿ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ۖ ﴾ [ المائدة: 48]
🎯 مسلك شمولية الوحي.
المقصود بهذا المسلك، أن الله تعالى قرّر بأن الوحي جاء بمنظومة شاملة ومتكاملة في الاعتقاد والتشريع والآداب، مثل قوله: ﴿ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا﴾ [ النساء: 82]
🎯 مسلك حقانية الوحي.
المقصود بهذا المسلك، أن الله تعالى قرّر بأن الوحي جاء بالحق المطلق لا يتخلل أدنى معاني الباطل، سواء الاعتقادات أو التشريعات أو الأخبار، مثل قوله: ﴿ إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ ۚ وَلَا تَكُن لِّلْخَائِنِينَ خَصِيمًا﴾ [ سورة النساء: 105]
🎯 مسلك نتائج الالتزام/الإعراض عن الوحي.
المقصود بهذا المسلك، أن الله تعالى بيّن نتيجة التمسك بالوحي واتباعه وهي الجنة الأبدية، ونتيجة الإعراض عنه ورفضه وهي النار الأبدية، مثل قوله: ﴿ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ۖ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقًا ۙ قَالُوا هَٰذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ ۖ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا ۖ وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ ۖ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾. [ البقرة: 25] وقوله: ﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ خَالِدِينَ فِيهَا ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ﴾ [ التغابن: 10]
🎯 مسلك إبطال الأديان الأخرى.
والمقصود بهذا المسلك، أن الله تعالى بيّن بطلان الأديان والمذاهب الأخرى، وأنها ليست على شيء، وأنه لن يتقبّل من أتباعها شيئاً. مثل قوله: ﴿ ۞ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾ [ المائدة: 51]
إذا تأملتَ هذه المسالك الستة، وتتبعتَ آياتها القرآنية وأحاديثها النبوية فهمت أن المنهج القرآني النبوي حريص على أن تكون شخصية المسلم، في التفكير والعقل والقيم والمبادئ، متميزة ومعتزة بدينها، وواعية بأنها على الحق المرضي عند الله، وأن الآخرين كل الآخرين في ضلال مبين وهم على باطل، وأنهم في نار جهنم خالدين فيها أبدا.
هذا الاعتزاز بالانتماء للإسلام، هو الذي يجتهد زنادقة هذا العصر في نزعه من نفوس الشباب، وطمسه وتشويهه، لأنهم يدركون أن شعور التميز والاعتزاز يعني سقوط جهود الجاهلية المعاصرة في وعي هؤلاء الشباب، ولن ينخدعوا بشعاراتها وبريقها ومظاهرها. وهذا يعني أن الهزيمة لطاغوت الجاهلية في الواقع تقترب بعد أن هُزمت في العقول والنفوس عند هؤلاء الأجيال الصاعدة. والله الموفق وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم وبارك.
المؤلف: نور الدين قوطيط
اكتب تعليق اذا كان لديك اي اقتراح أو سؤال عن الموضوع