📁 آخر المقالات

الترحم على الكفار والملحدين!!

من الجهالات التي نشرها بعض الدجاجلة بين الشباب بخصوص موت الكافر والملحد، قولهم "رحمه الله"، والفريق من هؤلاء الذين يقرّون بأن من مات كافرا ملحدا فهو في النار، يقولون: نحن فقط ندعو أن يخفف الله عنه العذاب، والرحمة غير المغفرة.

الترحم على الكفار والملحدين!!
الترحم على الكفار والملحدين!!

قلت: هذا من الجهل والتلبيس. فقولك عن كافر أو ملحد "اللهم ارحمه، أو رحمه الله" يتضمن الطلب من الله تعالى أن ينقض قوله وحكمه الذي قرّره تقريرا ثابتا نهائيا قطعيا لكل من مات كافرا ملحدا. علما أنه لا يمكن أن يقال بافتراق المغفرة عن الرحمة أو الرحمة عن المغفرة في حق الكافر. فيوم القيامة: من غفر الله له رحمه فأدخله الجنة، ومن رحمه غفر له فأدخله الجنة، وهذا لا يكون إلا للمسلم، سواء المسلم الصالح أو المسلم العاصي. ولهذا فالقول بتغاير المغفرة والرحمة مجرد تلاعب بالألفاظ، والمنافقون اليوم يعشقون لعبة الألفاظ لأنها وسيلة فعّالة لخداع الشباب.

وإنما قلت بأن قولك "اللهم ارحمه، رحمه الله" يتضمن الطلب من الله تعالى بنقض وعيده، فذلك ظاهر في جملة من الآيات المحكمات:

1. «وَلَهُمۡ عَذَابٌ عَظِیمࣱ»

2. «وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِیمُۢ»

3. «وَلَهُمۡ عَذَابࣱ مُّهِینࣱ»

4. «وَلَهُمۡ عَذَابࣱ مُّقِیمࣱ»

5. «وَلَهُمۡ عَذَابࣱ شَدِیدٌ»

6. «وَلَهُمۡ عَذَابُ ٱلۡحَرِیقِ»

فتأمل هذه الأوصاف للعذاب الذي ينتظر الكفار والمشركين والملاحدة في نار جهنم، وهي تعني أنه لا مجال أن تدركهم رحمة الله ويتخفف عنهم العذاب، بل هم في عذاب رهيب إلى أبد الآبدين، بلا نهاية ولا انقطاع. وأيضاً؛ فقد أكدت جملة من الآيات انتفاء الرحمة عن الكفار والمشركين في النار، وذلك بتقرير لعنة الله تعالى لهم:

1. ﴿إِنَّ ٱلَّذِینَ یُؤۡذُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ لَعَنَهُمُ ٱللَّهُ فِی ٱلدُّنیَا وَٱلـَٔاخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمۡ عَذَاباً مُّهِینا﴾ [الأحزاب ٥٧].

2. ﴿وَیُعَذِّبَ ٱلمُنَـٰفِقِینَ وَٱلمُنَـٰفِقَـٰتِ وَٱلمُشرِكِینَ وَٱلمُشرِكَـٰتِ ٱلظَّاۤنِّینَ بِٱللَّهِ ظَنَّ ٱلسَّوۡءِۚ عَلَیهِمۡ دَاۤىِٕرَةُ ٱلسَّوۡءِۖ وَغَضِبَ ٱللَّهُ عَلَیهِمۡ وَلَعَنَهُمۡ وَأَعَدَّ لَهُمۡ جَهَنَّمَۖ وَسَاۤءَتۡ مَصِیرࣰا﴾ [الفتح ٦].

3. ﴿وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلمُنَـٰفِقِینَ وَٱلمُنَـٰفِقَـٰتِ وَٱلكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَـٰلِدِینَ فِیهَاۚ هِیَ حَسبُهُمۡۚ وَلَعَنَهُمُ ٱللَّهُۖ وَلَهُمۡ عَذَابࣱ مُّقِیمࣱ﴾ [التوبة ٦٨].

واللعنة تعني الطرد من رحمة الله تعالى، فالكافر والمشرك والملحد في النار مطرود من رحمة الله طردا أبدياً، أي لن تناله الرحمة أبدا ليتخفف عنه العذاب. إذن؛ فطلب الرحمة لمن مات كافرا مشركا، يعني طلب أن يخلف الله تعالى وعيده وحكمه وقراره فيهم، وهذا لا يصح شرعاً، بل أدنى ما يقال عن هذا الطالب هو أنه جاهل بالله وشرعه، فالله نفسه صرّح بأن الكافر في النار يائس من رحمته: ﴿وَٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ بِـَٔایَـٰتِ ٱللَّهِ وَلِقَاۤىِٕهِۦۤ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ یَىِٕسُوا۟ مِن رَّحمَتِی وَأُو۟لَـٰۤىِٕكَ لَهُمۡ عَذَابٌ أَلِیمࣱ﴾ [العنكبوت: 23]. ومن هنا فهذا الطلب من صور الاعتداء في الدعاء، والاعتداء في الدعاء ممنوع شرعاً كما هو متقرر. 

والله سبحانه أعلى وأعلم

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم وبارك

الكاتب: نورالدين قوطيط 

Mustafa Alhassan
Mustafa Alhassan
تعليقات