📁 آخر المقالات

لماذا لا تحرص على تخصيص بعض الساعات أسبوعيا للقراءة في المعارف الشرعية والثقافة الإسلامية؟

س: لماذا لا تحرص على تخصيص بعض الساعات أسبوعيا للقراءة في المعارف الشرعية والثقافة الإسلامية؟

ج: مهلا، لكني لست متخصصا في الدراسات الشرعية والإسلامية، بل أنا أدرس تخصص طب/ بل أنا أدرس تخصص فيزياء/ بل أنا أدرس تخصص علم الاجتماع... إلخ

لماذا لا تحرص على تخصيص بعض الساعات أسبوعيا للقراءة في المعارف الشرعية والثقافة الإسلامية؟
لماذا لا تحرص على تخصيص بعض الساعات أسبوعيا للقراءة في المعارف الشرعية والثقافة الإسلامية؟

✍️ قلت:

هذا الجواب هو الفكرة المسيطرة على طبقة واسعة من الطلبة الجامعيين، بل وحتى طبقة واسعة من الدكاترة الأكاديميين.. يعتقدون أن القراءة في المعرفة الشرعية، وعلوم الوحي، والثقافة الإسلامية شيء يخص فقط المتخصص في ذلك.

وربما بعض هؤلاء قد تكون له قراءات، لكن في كتب المنافقين الذين يهدمون الإسلام من داخل الإسلام، كحال الهالك المجرم محمد شحرور، ومحمد أركون، وغيرهما من هذه العصابة التي حبست أعمارها على معاداة الله ورسوله والمسلمين واختارت تنفيذ هذه المعاداة بهدم الإسلام من داخله.

وسبب آخر لهذه الفكرة (لا أقرأ في علوم الوحي والشرع والإسلام لأنه ليس تخصصي) هو اعتقادهم أن ما تعلق بالوحي [القرآن والسنة] لا يدخل في نطاق العلم، بل ينظرون إلى الوحي نظرتهم إلى أي دين آخر، كالنصرانية والهندوسية وغيرهما، وحتى إذا فتح أحدهم القرآن فهو يفعل لـ "البركة وثواب القراءة فقط".

وهذا الموقف من هؤلاء من أعظم صور [هجر القرآن]، ومظاهر [الطعن في الوحي]، من أجل أن الرب تبارك شأنه أنزل القرآن وبعث محمدا صلى الله عليه وسلم ليقدم للناس كل الناس إلى يوم القيامة منهجا شاملا ومتكاملا، في المعرفة والتفسير والتأطير والتوجيه، وليعيد صياغة تفكيرهم تجاه الله، الإنسان، الكون، الحياة، مرجعية القيم والتشريع، تفسير حركة التاريخ، المصير بعد الموت.

ويا عجبي؛ لمن يقول أنا مسلم طالب جامعي أو أنا مسلم دكتور أكاديمي، ومع ذلك لا يحرص على معرفة كتاب ربه، وسنة نبيه، وحقائق الدين الذي ينتمي إليه، وأصوله، وقيمه، وضوابطه، وقواعده، وجُمل أحكامه. بل ما من شك في أن هذا من صور قلة تعظيم الله، وتقدير رسوله، ففي عالم البشر، إذا عظّمتَ "فيلسوفا، مفكرا، عالما، مصلحا، أديبا، شاعرا" فإنك تكون تلقائيا شديد الحرص على تتبع إنتاجه، ومشاريعه، وكل ما تعلق به.. فكيف إذن يدّعي مسلم أنه مسلم ومع ذلك لا يبالي أن يكون جاهلا بالله ورسوله؟؟ نعوذ بالله من الخذلان.

الكاتب: نور الدين قوطيط 

Mustafa Alhassan
Mustafa Alhassan
تعليقات