📁 آخر المقالات

اقرأ كذا من القرآن أو قل عدد كذا من الصلاة على النبي أو الأذكار، وستتحقق لك أمنياتك

 سأل سائل عن الدعاء؟ وعن الذين يروجون لخطاب "اقرأ كذا من القرآن أو قل عدد كذا من الصلاة على النبي أو الأذكار، وستتحقق لك أمنياتك"..

فرددت عليه جوابا مطولا جدا، خلاصته:

اقرأ كذا من القرآن أو قل عدد كذا من الصلاة على النبي أو الأذكار، وستتحقق لك أمنياتك
اقرأ كذا من القرآن أو قل عدد كذا من الصلاة على النبي أو الأذكار، وستتحقق لك أمنياتك

1. هل يجب على الله تعالى أن يستجيب لدعائك؟ الجواب: لا. بل الاستجابة فضل منه سبحانه، فإن أعطى فهذا فضله، وإن منع فهذا عدله، نقطة إلى السطر. استحضر هذه الحقيقة دائما وسترتاح طويلا.

2. الدعاء في نفسه عبادة تؤجر عليها، بغض النظر هل يستجاب لك أم لا؟ ولما كان الأمر كذلك، كان لاستجابة الدعاء صورا ومظاهر شتى: نفس الدعاء، أو رفع البلاء، أو ادخار الثواب تجزى به يوم القيامة.

3. الدعاء جزء من القدر، والقدر وثيق الصلة بشبكة واسعة من الاعتبارات تمتد من الدنيا إلى الآخرة، وسنن الله تعالى في واقع الحياة البشرية جزء من هذا القدر، ولهذا، فالدعاء لا ينفصل عن منظومة سنن الله الاجتماعية والكونية.

4. استحضر سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وهو إمام الرسل، واستحضر سيرة الصحابة وهم أئمة الصدّيقين، وهم كانوا مثل البشر: يمرون بأوقات مرض، أزمات مالية، ظروف ضاغطة، فافهم بأنك لا تساوي شيئا مقارنة معهم، حتى لو عشت ألف عام، فلا تطمع فيما لم يتحقق لهم.

5. ليس من الحكمة أن تطمع من الدنيا ما ليس من طبعها، فالهناء الكامل، والسعادة الوطيدة، والسرور المستقر، كل هذا ليس من طبع الدنيا، فهي مبنية على البلاء والنقص والقصور والحرمان، فلن تستقيم لمخلوق من كل جهة. فمن أراد أن يتحقق له كل ما يشاء يقال له: هذا مكانه الجنة فقط.

6. الذين يروجون لخطاب "افعل كذا، اقرأ كذا، قل كذا، وفي صباح الغد يتحقق لك أمنياتك" هؤلاء دجاجلة، يكذبون على الشرع، ويكذبون على الواقع، ويصدون عن الله ورسوله، ويهيئون النفوس لللإلحاد والشكوك. فلا يوجد عندنا في الإسلام شيء من ذلك، بل حتى وعد الله بالاستجابة للدعاء هو مشروط بشروط، وليس مطلقا.

7. لماذا الشباب يحبون هذا الخطاب الدعوي؟ الجواب لأن عامة الناس يحبون الأوهام، فهي تدغدغ قلوبهم، وتعفيهم من المسؤولية كما يجب، الأمر هنا يشبه قصة التنمية البشرية وتطوير الشخصية، فأنت ترى حشودا من الشباب والبنات والنساء يعكفون على رواد هذا المجال، لأنهم يحبون الوهم واللهاث وراء السراب.

والله أعلى وأعلم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم وبارك

الكاتب: نور الدين قوطيط

Mustafa Alhassan
Mustafa Alhassan
تعليقات