📁 آخر المقالات

كيف العمل مع التفريط في الفرائض من صلاة وصيام، والوقوع في الغيبة، وتضييع واجبات أتقاضى مالا عنها

خلاصة سؤال من أخبرني:

((كيف العمل مع التفريط في الفرائض من صلاة وصيام، والوقوع في الغيبة، وتضييع واجبات أتقاضى مالا عنها))

كيف العمل مع التفريط في الفرائض من صلاة وصيام، والوقوع في الغيبة، وتضييع واجبات أتقاضى مالا عنها
كيف العمل مع التفريط في الفرائض من صلاة وصيام، والوقوع في الغيبة، وتضييع واجبات أتقاضى مالا عنها

قلت:

اسأل نفسك إلى متى؟

إلى متى، والموت لا يعلم أحد متى ينزل بالعبد؟

وماذا بعد الموت؟ الجنة أو النار.

والعبد يخدعه الهوى والشيطان بالقول: أنت لا تزال شابا. لكن، الحقيقة أن جماهير كثيرة من الناس ماتت في مرحلة الشباب. فمن الواجب المبادرة للإصلاح قبل فوات الأوان، فتضييع الفرائض، ارتكاب المحرمات كالغيبة، وتقاضي مرتب شهري بدون القيام بالمقابل، وعيش حياة التفاهة = كل هذا يعجل الله تعالى عقوبته في الدنيا قبل الآخرة.

هذه العقوبة تظهر في شخصية هذا الإنسان، في سلوكياته، في نمط حياته اليومية، في علاقاته، في نشاطاته المختلفة. وكلها عند التأمل يكتشف بأنها شخصية بلا معنى، وحياة بلا قيمة، وهذا يجعله في قرارة نفسه يشعر بضغط نفسي كبير.

لهذا:

1. بادر للتوبة والاستغفار، واستئناف صلتك بربك، وتذكر أن الفرائض التي لم تؤد في السنوات الماضية هي كبائر أي ذنوب عظيمة، وواجب عليك القضاء. الأمر هنا يشبه شخصا أقرضك مالا، فهذا المال يبقى في ذمتك ولو بعد عشرين عاما (عد إلى متخصص في الفقه ليُفصل لك طريقة القضاء للصلاة والصيام).

2. يجب أن تفهم أنك في الدنيا لمدة محدودة جدا، ومغادرتك لها محتملة في أية لحظة، ولهذا فكّر في حياتك القصيرة جدا، والموت المباغت لك فجأة، وحياة الآخرة الأبدية بلا نهاية ولا انقطاع. هذا التفكر والتأمل مهم جدا لأنه يساعدك على تغيير جذري لطريقة تفكيرك وسلوكك وكل شيء في شخصيتك وحياتك.

3. عادة المعاصي التي يقع فيها العبد تكون نتيجة للأجواء التي يعيش فيه: البيئة الأسرية، الأصدقاء في الواقع والمواقع، تعامله مع عوالم الإنترنت.. إلخ، فلهذا يجب عليك قطع صلاتك بكل ما يحفّز فيك المعصية، ويرسّخ فيك الغفلة عن الله والآخرة، ويخدّرك عن القيام بواجباتك الشرعية.

4. يجب أن تتذكر أن هناك ألوفا من الشباب والبنات، والرجال والنساء، في أوروبا وأمريكا وغيرها، وُلدوا في بيئة جنسية، مادية، إلحادية، فكل شيء في بيئتهم "البيت، الشارع، التلفاز، المدرسة، العمل" يهيّج فيهم هوس الشهوات، ونسيان كل شيء آخر. ومع هذا، فقد تحرروا -بتوفيق الله- من ذلك، ودخلوا الإسلام وصلحت أحوالهم.

هذه مجرد إشارات لأنه في منشور كهذا لا يمكن غير ذلك، لكن فيها تنبيهات. فلا تعبث لأنه لابد لك من الموت فلا مفر منه، ولابد لك من الآخرة فإما الجنة أو النار. فالبِدار البِدار قبل فوات الأوان. والله يلهمك وإيانا الصلاح والرشاد والهدى.

الكاتب: نور الدين قوطيط

Mustafa Alhassan
Mustafa Alhassan
تعليقات