📁 آخر المقالات

كلمة الفصل في الجدل حول الموظفة والزواج منها

كلمة الفصل في الجدل الثائر هذه الأيام حول الموظفة والزواج منها، رغم أنه جدل ليس وليد اليوم أو البارحة. سأحرص على تركيز ما أريد في نقاط محددة:

كلمة الفصل في الجدل حول الموظفة والزواج منها
كلمة الفصل في الجدل حول الموظفة والزواج منها

1- لا يتهم مطلق الموظفات بالفساد الأخلاقي إلا مغموس في الجهالة، رقيق الديانة، لا يبالي أنه يرمي أعرض مئات أو آلاف المسلمات، والحساب يوم القيامة.

2- القول بأن عامة الموظفات صالحات قانتات، غلو مقابل للغلو الأول، وقائل هذا يريد أن يوهمنا أننا نعيش في عصر إسلامي زاهر، أو يقص علينا خبرا من الدهر الغابر.

3- الموظفات في أهداف الوظيفة لسن طبقة واحدة؛ بل منهن من خرجت لتحقيق شهواتها واستقلالها المالي، ومنهن المجبرة من طرف والديها، ومنهن المحتاجة حقا لذلك.

4- فكرة أن الأمة تحتاج للمرأة في الكثير من قطاعات الوظيفة لا يستطيعها الرجل = هذه يقولها شخص يعاني الهزيمة النفسية أمام الضغط النسوي/العلماني، أو متزوج من موظفة.

5- لا ينكر تأثير خروج المرأة للعمل على نفسيتها إلا جاهل أو ماكر، فطبيعة المرأة توجب ذلك لزاماً، ولهذا جاءت النبوات بقرارها في البيت وتضييق دائرة خروجها. وعلى كل حال، فالواقع خير شاهد، فكثرة الاحتكاك والتواصل البصري/السمعي/الكلامي لابد أن ينزع شيئا ما من حياء المرأة، ولابد أن يغرس فيها شيئا ما من الجرأة، وكلاهما مفسد للمرأة باعتبار الزواج والأسرة.

6- من يردد شعار "العمل بضوابط شرعية" مسكين يثير الشفقة، فهو أولا يتعامل ضمنا مع المرأة على أنها كائن بلا غرائز ولا شهوات ولا رغبات، أو كائن معصوم من الهوى والشيطان، ولهذا لن تتأثر بالخروج اليومي وقضاء 8 ساعات يوميا في الاحتكاك بعالم الرجال. وهو ثانيا يتعامل مع الواقع الوظيفي على أنه واقع شرعي وليس واقعا رأسماليا/علمانيا/ ليبراليا.

7- نعم؛ يجب أن ندعو الشباب لتقديم المرأة القارّة في بيتها على العاملة/الموظفة، فهذه لها مرتب شهري تستمتع به، أما تلك فليس لها شيء، فالواجب في ميزان المصالح والمقاصد إذن تقديمها على أختها الموظفة. اللهم إلا موظفة مضطرة لذلك، وهي مستعدة لتقديم الاستقالة والقرار في البيت والالتزام بشروط الحياة الجديدة أي الزواج.

8- هل كل امرأة قارة في بيتها أفضل من كل امرأة موظفة؟ الجواب (لا)، فكما قلنا هناك موظفات مجبرات على ذلك، وهؤلاء في الأصل يكنّ حريصات على حماية الحياء ومعاني الأنوثة فيهن وسط عالم الاختلاط والاحتكاك بالذكور، عكس من يخرجن لتحقيق الذات والاستقلال المالي والتكالب على الشهوات، فالأصل فيهن الجرأة والنشوز وقلة الحياء وطغيان الندية.

وبعد؛ فتقريبا هذه المعالم الثمانية هي خلاصة شاملة وافية كافية للموضوع رغم اختصارها واقتضابها.

وفائدة أخيرة: قد تُرفض الفكرة من طرف البعض لا لأنهم يعتقدون فسادها، بل لأن المقدم لها والمنادي بها لا يكون له من سلامة المنطق، ووضوح المنهج، ورقي الأسلوب، وعمق الوصف والتحليل، ما يجعلهم يقبلون كلامه، بل يحصرون نظرهم في اندفاع المتكلم، وتهوره في الحديث، وجرأته على بعض القول، وسطحيته في بعض التحليل، وطيشه في بعض الأحكام، فيكون الرفض من باب المناكفة والمعاندة، والمحرك هو التحيز الخفي والموقف المسبق، ولو جاءهم نفس القول على لسان شخص آخر قدمه لهم بشكل مختلف وفي صورة أخرى لقبلوا به، وهذا ما يجري اليوم في هذا الملف.

والله الموفق وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم وبارك.

الكاتب: نور الدين قوطيط 

Mustafa Alhassan
Mustafa Alhassan
تعليقات