بعد ان تكلمنا في المقال السابق عن مشكلة الخوف من الاخرين وارضائهم على حساب أنفسنا والحزن والحياة الاستهلاكية، نستكمل حديثنا اليوم بمشكلة اخرى يعاني منها اغلبنا وهي ادمان تعدد المهام، وسنتكلم في هذا المقال ايضاً على قوة الإرادة وهل هي محدودة؟
لقراءة المقال السابق من السلسلة انقر على التالي: الجزء الثاني من سلسلة تلخيص كتاب جلسات نفسية.
كتاب جلسات نفسية |
ادمان تعدد المهام في نفس الوقت
نقصد بإدمان تعدد المهام هو القيام بأكثر من شيء في نفس الوقت مثل: (ان
تذاكر وانت فاتح احدى الالعاب على هاتفك، او ان تذاكر وانت تشاهد تلفاز...) وانا
متأكد ان هذا الشيء حدث معك كثيراً وبكل صراحة حدث معي كثيراً وليس فقط معك.
ادمان تعدد المهام هي مشكلة وعليك تجنبها لأنها تشوش الذهن وتقلل الانتاجية، لذلك نصيحة ان تركز جهدك وطاقتك على امر واحد حتى تنتهي منه ثم تنتقل لغيرهُ وإحدى اهم الاشياء التي تعينك على تجنب ادمان تعدد المهام هو ترتيب الأولويات.
كيف نرتب اولوياتنا؟
- "الهدف الاول
قبل ان تحدد ما تبدئ به هو أن تنظر لما بين يديك نظرة موضوعية وليست عاطفية!"
- عليك ترتيب
المهام حسب اولوياتها وتبدى بإنجاز الأهم ثم المهم، بدلاً من التنقل بين المهام
دون هدف واضح.
- لمعرفة اي موضوع هو الاهم قم بالنظر لهُ من زاوية مختلفة اي ما منفع هذا الشيء الان وما المنافع التي قد تعود عليه لاحقاً منهٌ.
قوة الارادة
قوة الارادة لها طاقة محدودة وهناك ما يستنزفها ويصل بها الى حد لا تستطيع معهُ السيطرة، لكنها أيضاً كالعضلة يمكن تقويتها.
كيف نحافظ على قوة الارادة وندربها؟
يقترح الكاتب علينا بعض الطريق التالية:
1. الايمان
بقدراتك: إذا كنت تشعر بضغط خفيف وليس شديد فقد ينفع
هذا المبدأ وهو ان تؤمن بأنك قادر على الانجاز.
2. التدريب: تدريب نفسك على افعال صغيرة لضبط النفس سوف يقوي لديك
عضلة الارادة.
3. حافظ على اوقات للهدوء والسكينة: الضغط النفسي والتوتر اشياء تستهلك قوة ارادتك، ولكي تحافظ عليها عليك ان تجعل لنفسك اوقات من الهدوء والتأمل والسكينة، كأن تنظر الى سماء او تذكر الله، مع مراقبة افكارك وعدم الحكم عليها.
بعض المحفزات التي تضعف التحكم بالنفس؟
1. المزاج السيء
2. السماح بتساهل بسيط
3. الصحبة: قال رسول(ص): (المرء على دين خليله، فلينظر احدكم من يخالل).
مواجهة او بناء العادات وقوة الارادة:
مقاومة عادة قديمة هي من أكثر الاشياء استنزافاً لطاقة الارادة، وفي بداية بناء العادة أيضاً تستنزف طاقة ارادة كبيرة لكن بعد بناءها لن تستهلك اي طاقة.
كيف اتمكن من بناء عادة جديدة او تخلص من عادة قديمة؟
ذكر الكاتب بعض النقاط التي تعنيك في
هذا الموضوع:
1. قلل اختياراتك:
"ان التردد حتى في ابسط التفاصيل
يستنزف طاقتك، ولهذا عليك بتحديد اختياراتك وتقليلها لاقل قدر"
2. لا تقاوم: بدلاً من مقاومة المحفزات قم بالتخلص من كل المحفزات التي قد
تجعلك تعود لعادة قديمة اي ابتعد عن اي محفز او اي شيء تعتقد انهُ سوف يؤدي بك الى
هذه العادة القديمة.
3. استخدم if...then اي إذا حدث... فسوف ...: "مثال بدلاً من ان تقول سوف امتنع عن التدخين، قل إذا ذهبت للمتجر، ورأيت السجائر، سوف اشتري لبناً"
"ان من أكثر الاقوال حكمة هي هذه المقولة «إنما الصبر بالتصبر» اي أنك لن تكسب عادة الصبر الا بالمبالغة في جهدك وتعمدك الصبر رغم صعوبة الامر في اوله"
أفضل كتابين قرأتهم في مجال بناء العادات او التخلص منها، هما: (قوة العادات، العادات الذرية). وانصح جداً بقرأتهم اما اذا اردت ان اقوم بملخص لهذين الكتابين فأكتب لي في مكان التعليقات.
وهذا اقتباس من الكتاب اعجبني جداً:
"من الأمور المهمة جداً لتكسب المرونة النفسية هي تحدي عقلك وقدراتك، فهذا يساعد على نمو العقل. فعندما يضع الفرد اهدافاً تبدو صعبةً ويتحدى نفسه في الوصول اليها، فأن عقلهُ تلقائياً يشحذ كل قدراته ويبدأ في التفكير المنهجي والايجابية، وغالباً يحقق ما كان يرجوهُ."
والى هنا نصل الى نهاية هذا المقال من سلسلة تلخيص كتاب جلسات نفسية والذي تحدث فيه الكاتب عن مشكلة ادمان تعدد المهام وقوة الارادة، في المقال التالي سنتكلم عن واحدة من أكبر المشاكل التي تواجه كل الناس اليوم وهي مشكلة التسويف.
واخيراً هل انت ايضاً تعاني من مشكلة تعدد المهام؟ وهل هناك برأيك حلول اخرى لتخلص من مشكلة تعدد المهام. كتب لنا رأيك في مكان التعليقات واراك في المقال القادم بأذن الله...
لقراءة الجزء الرابع من السلسلة انقر على: كتاب جلسات نفسية الجزء الرابع.
الكاتب: مصطفى الحسان
اكتب تعليق اذا كان لديك اي اقتراح أو سؤال عن الموضوع